كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 1)

آرائه على كتاب التذييل والتكميل.
ولكن إنصافا للحق نقول: إن ناظر الجيش كانت له شخصية واضحة في هذا الكتاب، فهو لم يقتصر في نقل آرائه على التذييل فقط، بل إنه نقل نصوصا متعددة من كتب ربما لم يذكرها أبو حيان في كتابه مثل: كتب ابن جني وابن عصفور وابن الضائع وابن هشام الخضراوي. وعلى كلّ فأسلوب ناظر الجيش في شرحه للتسهيل يتسم بالآتي:
1 - السهولة والعذوبة والرقة: فأنت لا تسأم من قراءة الكتاب أبدا، مهما طال بك ذلك.
2 - البعد عن المعقدات اللفظية؛ لأن صاحبه كان أديبا بلاغيّا؛ فانعكس ذلك على أسلوبه.
3 - التأثر بالأساليب البلاغية في بعض الأحيان، واستخدام تعبيرات البلاغيين، مثل: المسند والمسند إليه والمجاز وأصحاب البيان وأرباب المعاني.
4 - التأثر بالأساليب المنطقية: ويتمثل ذلك في ذكره بعض المصطلحات المنطقية؛ كالعموم والخصوص والاختصاص والمشاركة والاجتماع، وغيرها من هذه الأساليب.
5 - إظهار التواضع والاستفادة من السابقين: ظهر في أسلوب ناظر الجيش التواضع، وعدم الميل إلى الفخر والاعتداد بالنفس والغرور. وقد تجلى ذلك في كثير من التعبيرات التي عبر بها. وفي مقدمة الكتاب ما يبين ذلك.
6 - كثر استخدامه لعبارات معينة: من أبرزها: انتهى كلام المصنف رحمه الله تعالى، والظاهر أنّ، والذي يظهر أن يقال، ولقائل أن يقول، وكلامه يعضّد، ولا شك أن، ويتعلق به أبحاث، ولنورد ذلك في مباحث، ولنورد ذلك في مباحث تشتمل على أمور، ويتعلق به تنبيهات، وهو كلام عجيب، فعجيب، لا يخفى ضعفه، و: السحر الحلال ....
* * *

الصفحة 59