كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وكذا الأعشى والنابغة حقّهما إذا أطلقا أن يصلحا لكلّ ذي عشى ونبوغ؛ إلا أنّ الاستعمال صرفهما عن الشّيوع وجعلهما مختصين، وإن عرض لشيء من هذا القبيل اشتراك اغتفر كما يغتفر في الأعلام المعلقة إما ردّا إلى التّنكير لحاجة تعرض كقول الراجز:
297 - لا هيثم اللّيلة للمطيّ ... [ولا فتى مثل ابن خيبريّ] (¬1)
وكقول الراجز:
298 - إنّ لنا عزّى ولا عزّى لكم (¬2)
ومثله قول الشاعر:
299 - إذا دبرانا منك يوما لقيته ... أآمل أن ألقاك غدوا بأسعد (¬3)
-
¬__________
(¬1) البيتان من الرجز المشطور، وهما في المدح. قال صاحب معجم الشواهد (ص 563) ومحقق المقتضب: (4/ 363): إن هذا الشاهد من الأبيات الخمسين المجهولة القائل، ونسب الشاهد في الدرر (1/ 124) إلى بعض بني دبير، وذكر بعدهما عدة أبيات أخرى.
اللغة: هيثم: اسم رجل كان حسن الحداء للإبل، وقيل هو هيثم بن الأشتر، وكان مشهورا بين العرب بحسن الصوت في حدائه، وكان أعرف أهل زمانه بالصحراء.
ابن خيبري: هو جميل بن معمر صاحب بثينة نسب إلى جده، وكان جميل شجاعا. وفي بيت الشاهد قال سيبويه: (2/ 296): واعلم أن المعارف لا تجري مجرى النكرة في هذا الباب؛ لأنّ لا لا تعمل في معرفة أبدا فأما قول الشاعر:
لا هيثم الّليلة للمطي ... ...
فإنه جعله نكرة كأنه قال: لا هيثم من الهيثميّين.
وقال المبرد في تخريجه (4/ 363): لا مجري ولا سائق كسوق هيثم.
والبيت في معجم الشواهد (ص 563) وفي شرح التسهيل (1/ 175).
(¬2) البيت من الرجز المشطور قاله بعض المشركين يوم أحد كما في مراجعه، وهو في الفخر بعبادة الأصنام، وقد رد بعض المسلمين على ذلك فقال: الله مولانا ولا مولى لكم.
اللغة: عزّى: اسم صنم كان يعبده المشركون في الجاهلية، وقد ذكر في القرآن: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى [النجم: 19] وأصله أن يكون بالألف واللام كما جاء في كتاب الله، ولكنه جاء بغيرها هنا وهو موضع الشاهد.
والبيت في شروح التسهيل لابن مالك (1/ 175)، ولأبي حيان (2/ 320)، وللمرادي (1/ 462).
(¬3) البيت من بحر الطويل، قال عنه صاحب الدرر (1/ 48): إنّه لم يعثر على قائله.
اللغة: الدّبران: نجم بين الثريا والجوزاء، وكنى به هنا عن الإدبار الذي هو ضد الإقبال. غدوا: المراد به غد وجاء به على أصله من الواو. أسعد:
جمع سعد، ويجمع على سعود وهو ضد النحس. -

الصفحة 608