كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بالموصول كان ثبوته مع الموصول دون موصوف أولى بالجواز.
ثم قال المصنف (¬1): ومثال ورود الظاهر مغنيا عن عائد الجملة قول الشاعر:
أنشده الكسائي:
413 - فيا ربّ ليلى أنت في كلّ موطن ... وأنت الّذي في رحمة الله أطمع (¬2)
أراد أنت الذي في رحمته أطمع، فاستغنى بالظاهر عن المضمر.
ومثله:
414 - إنّ جمل الّتي شغفت بجمل ... ففؤادي وإن نأت غير سالي (¬3)
ومثله:
415 - سعاد الّتي أضناك حبّ سعادا ... وإعراضها عنك استمرّ وزادا (¬4)
أراد سعاد التي أضناك حبها فاستغنى بظاهر سعاد عن ضميرها.
ومن هذا القبيل أبو سعيد الذي رويت عن الخدري، ومثل هذا في الصلة نادر، وإنما يكثر الاستغناء بالظاهر عن المضمر في الأخبار، وله موضع يأتي إن شاء الله تعالى (¬5).
¬__________
(¬1) شرح التسهيل (1/ 212).
(¬2) البيت سبق الحديث عنه والاستشهاد به، وشاهده هنا شاهده هناك: وهو نيابة الاسم الظاهر عن عائد الموصول المضمر.
(¬3) البيت من بحر الخفيف وهو في الغزل وقائله مجهول.
اللغة: جمل: فتاة الشاعر. شغفت: بالبناء للمجهول يقال شغف بالشيء أي أولع به ومنه المشغوف وهو المجنون. سال: من سلا الشيء وسلا
عنه أي نسيه.
والشاعر يذكر أنه شغف بحبيبته جمل وفؤاده لا يسلو عنها رغم بعدها.
وفي البيت: إغناء الاسم الظاهر عن عائد الموصول وكان حقه أن يقول: إن جمل التي شغفت بها.
والبيت ليس في معجم الشواهد وهو في شرح التسهيل (1/ 212) ولأبي حيان (3/ 106).
(¬4) البيت من بحر الطويل وهو مطلع قصيدة ولم تعرف القصيدة ولا قائلها ومعناه واضح.
وشاهده كالذي قبله وحقه أن يقول: التي أضناك حبها.
والبيت في معجم الشواهد (ص 95) وفي شرح التسهيل (1/ 212) وفي التذييل والتكميل (3/ 106).
(¬5) والموضع المشار إليه هو إعادة المبتدأ بلفظه ومعناه للتفخيم والتهويل كما في قوله تعالى: الْحَاقَّةُ (1) مَا الْحَاقَّةُ [الحاقة: 1، 2].

الصفحة 720