كتاب تمهيد القواعد بشرح تسهيل الفوائد (اسم الجزء: 2)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أحوال الأمير أن يقال القيام كما يقال: أحسن أحوال زيد السرور، ولا تقول السّارّ».
وقال الشيخ بهاء الدين (¬1): ويجوز أن تجعل ما بمنزلة شيء، والجملة التي هي يكون الأمير صفته والعائد محذوف خبر يكون الأمير، ويكون ناقصة كان أصلها:
أخطب أحوال يكون الأمير فيها قائما، وتكون ما للعموم والكثرة كقوله تعالى:
وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ (¬2). ودليل وقوعها للجنس الإشارة إليها بقوله تعالى: وَيَقُولُونَ هؤُلاءِ شُفَعاؤُنا عِنْدَ اللَّهِ (¬3) وتكون ما حينئذ كناية عن الأحوال، فيتوجه ما قاله الأخفش.
وقال الشيخ أثير الدين: «ويكون الإخبار بقائم أيضا مجازا؛ إذ القائم من صفات الأعيان لا صفات الأحوال كما بيّنا» انتهى (¬4).
وأشار المصنف بقوله: وفعل ذلك بعد مصدر صريح دون ضرورة ممنوع - إلى نحو قول القائل: ضربي زيدا قائم، على تقدير: وهو قائم؛ وحق هذا أن يمنع مطلقا؛ لأنه شبيه بقولك: جاء زيد راكب؛ لكن الضرورة أباحت حذف المبتدأ المقرون بالفاء في جواب الشرط، وهو أصعب، وإجازة حذف مبتدأ مقرون بواو الحال أولى.
ومثال حذف المبتدأ مقرونا بالفاء قول الشاعر:
554 - بني ثعل لا تنكعوا العنز شربها ... بني ثعل من ينكع العنز ظالم (¬5)
أراد: فهو ظالم، هذا كلام المصنف (¬6) [1/ 320].
قال الشيخ (¬7): «كان ينبغي أن لا يقول: دون ضرورة بل يقول: وفعل ذلك -
¬__________
(¬1) المرجع السابق.
(¬2)،
(¬3) سورةيونس: 18.
(¬4) التذييل والتكميل (3/ 297).
(¬5) البيت من بحر الطويل لرجل من بني أسد.
في اللسان (مادة: نكع): «نكعه حقّه حبسه عنه، ونكعه الورد منعه إياه» ثم أنشد بيت الشاهد.
وشربها: حظها من الماء، وبني ثعل: قبيلة.
ويستشهد به على: سقوط الفاء من جواب الشرط، وما يليها أيضا من المبتدأ، وهو ضرورة، والتقدير:
فهو ظالم.
والبيت في شرح التسهيل (2/ 283) والتذييل والتكميل: (3/ 299) ومعجم الشواهد (ص 341).
(¬6) شرح التسهيل لابن مالك (2/ 283).
(¬7) التذييل والتكميل (3/ 299).