ومنه قول الشيخ أبي محمد (¬1) في الرسالة: "ويشكر فضله عليه بالأعمال بفرائضه" (¬2).
ومثال كون الشكر بالاعتقاد: قوله تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} (¬3).
وقد جمع الشاعر بين هذه الثلاثة - أعني: القول، والفعل، والاعتقاد (¬4) في قوله:
أفادتكم النعماءُ مني ثلاثة ... يدي ولساني والضمير المحجّبا (¬5)
¬__________
= رقم الحديث العام 1418، (1/ 456).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند ج 4/ 251، 255.
(¬1) هو الشيخ أبو محمد عبد الله بن أبي زيد القيرواني المالكي، سكن القيروان، وتفقه على فقهاء بلده وسمع من شيوخها كأبي بكر بن اللباد، وأبي الفضل القيسي، ورحل وسمع من ابن الأعرابي، وابن المنذر، والأبهري، والمروزي، وكان واسع العلم كثير الحفظ ذا صلاح وعفة وورع، لخص المذهب، توفي رحمه الله سنة تسع وثمانين وثلثمائة (389 هـ).
من مصنفاته: النوادر والزيادات على المدونة، والرسالة.
انظر: الديباج ص 137، 138، مرآة الجنان 2/ 141، شذرات الذهب 3/ 131، النجوم الزاهرة 4/ 200.
(¬2) انظر: متن الرسالة لابن أبي زيد (ص 135) باب جمل من الفرائض والسنن الواجبة والرغائب، نشر وزارة الأوقاف بالمملكة المغربية.
(¬3) آية رقم 53 من سورة النحل.
(¬4) في ط: "القول والاعتقاد والفعل".
(¬5) نسب الصاوي هذا البيت لأعرابي أتى علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأعطاه درهمًا، فلما استقله ولم يكن عنده غير درع له ناوله إياه فقال هذا البيت.
انظر: حاشية الصاوي على شرح الخريدة البهية ص 11، وحاشية البيجوري على جوهرة التوحيد ص 5.