كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

والاستغراق (¬1) لجميع صور الحمد [ووجوهه إذ لا تُحصَّل مدائحه] (¬2) جل وعلا، وفي الألف واللام (¬3) إشارة إلى عدد الحامدين على اختلاف أماكنهم (¬4) وتباين (¬5) خلقهم: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ} (¬6) فيؤجر الإنسان إذا سرت (¬7) إليه النية، وانبعثت إليه الهمة؛ إذ نية المؤمن أبلغ (¬8) من عمله (¬9).
وأما عدوله عن الفعل إلى الاسم فقال: الحمد لله، ولم يقل: أحمد الله [أو: نحمد الله، فإنما فعل] (¬10) ذلك لثلاثة أوجه:
أحدها: الاقتداء بكتاب الله عز وجل.
والثاني: أن الفعل يقتضي تخصيص الحمد بالزمان، بخلاف الاسم فإنه لا يقتضي ذلك، بل هو [مطلق] (¬11) في كل زمان.
والوجه الثالث: أن الفعل يقتضي تخصيص الحمد بالمتكلم (¬12) به (¬13) دون غيره، بخلاف الاسم فإنه يقتضي الحمد مطلقًا على كل حال من الحامد وغيره.
¬__________
(¬1) في ط: "والإحاطة والاستغراق".
(¬2) المثبت من ط، وفي ز: "ووجو: حامده".
(¬3) في ط: "وفي الحمد".
(¬4) في ط: "على اختلاف لغاتهم وتباعد مكانهم".
(¬5) في ط: "وتباعد".
(¬6) آية رقم 44 من سورة الإسراء.
(¬7) في ط: "بحسب ذلك إذا سرت".
(¬8) في ط: "أفضل".
(¬9) في ط: "من عمله وأوسع من علمه".
(¬10) المثبت من ط ولم يرد في ز.
(¬11) في ز وط (منطلق) والمثبت هو الصواب.
(¬12) في ط: "بالتكلم".
(¬13) "به" ساقطة من ط.

الصفحة 19