وذهب آخرون (¬1) إلى عدم (¬2) الحصر.
ودليل كونه يفيد الحصر: قول العرب: "إياك أعني، واسمعي يا جارة" (¬3)؛ فإنه يقتضى أنه لا يعني غيرها.
وما روي عن الأصمعي (¬4) أنه مر مع رفيقه ببعض أحياء العرب فشتمت
¬__________
= معتزلي يفتخر بمذهبه، توفي بخوارزم سنة ثمان وثلاثين وخمسمائة (538 هـ).
من مصنفاته: "الكشاف" في التفسير، "الفائق" في غريب الحديث، "أساس البلاغة"، "المفصل"، "الأنموذج"، "المستقصى"، "رؤوس المسائل"، "المنهاج" في الأصول.
انظر: إنباه الرواة 3/ 265 - 273، وفيات الأعيان 5/ 168 - 174، شذرات الذهب 4/ 118، 121، مفتاح السعادة 1/ 431 - 434.
(¬1) في ز: "الآخرون".
(¬2) انظر نسبة هذه المذاهب في: شرح التنقيح للقرافي ص 60، شرح التنقيح للمسطاسي ص 21.
(¬3) أول من قال هذا المثل: سهل بن مالك الفزاري، وذلك أنه عدل في طريقه إلى النعمان إلى خباء حارثة بن لام الطائي فلم يجده، فرحبت به أخته وكانت جميلة فافتتن بها، فجلس بفناء الخباء يومًا وهي تسمع كلامه، فجعل ينشد ويقول:
يا أخت خير البدو والحضارة ... كيف ترين في فتى فزارة
أصبح يهوى حرة معطارة ... إياك أعني واسمعي يا جارة
فخاشنته في القول، ثم لما رجع من عند النعمان أرسلت إليه أن يخطبها ففعل.
انظر: مجمع الأمثال 1/ 80، المستقصى 1/ 450.
(¬4) هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع، يصل نسبه إلى قيس بن عيلان، ولد سنة 123 هـ وهو من أهل البصرة، وقدم بغداد أيام هارون الرشيد، اشتهر باللغة والنحو والغريب والأخبار والملح وكان بحرًا في اللغة، واشتهر بالحفظ قيل: إنه يحفظ ست عشرة ألف أرجوزة، اختلف في وفاته، قيل: إنه توفي سنة 217 هـ, مصنفاته تزيد على الثلاثين، منها: "غريب الحديث"، "نوادر الإعراب"، "الأمثال"، "الأضداد"، "اللغات"، "المقصور والممدود"، "الخيل"، "مياه العرب"، =