كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

يَعْمَلُونَ} (¬1) " قدم (¬2) في المثال الأول: المفعول، وهو: إياك، وقدم في المثال الثاني المجرور، وهو (¬3): {بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} (¬4).
قوله: "وتقديم المعمولات" يعني: أن الثاني هو المحصور في الأول، بخلاف الحصور الثلاثة المتقدمة؛ فإن الأول فيها هو المحصور في (¬5) الثاني.
قوله: "وتقديم المعمولات" ورد عليه إشكال عظيم، وهو قوله تعالى: {إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (¬6)، فيلزم على قاعدة الحصر: أن الله جل (¬7) وعلا عالم بالأعمال دون غيرها؛ وذلك باطل بإجماع.
أجيب (¬8) عن هذا: بأن هذا المفهوم قد عارضه صريح، فيقدم الصريح عليه (¬9)، وهو قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} (¬10)، وقوله تعالى: {قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا} (¬11)، {وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا} (¬12)، [وقوله
¬__________
(¬1) سورة الأنبياء آية رقم 27.
(¬2) في ز: "قد قدم".
(¬3) "وهو" ساقطة من ط.
(¬4) "يعملون" ساقطة من ط وز.
(¬5) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "الحصر".
(¬6) سورة هود آية رقم 112، وسورة فصلت آية رقم 40.
(¬7) في ز: "عز وجل".
(¬8) في ز: "وأجيب".
(¬9) "عليه" ساقطة من ط.
(¬10) سورة الحجرات آية رقم 16.
(¬11) سورة الطلاق آية رقم 12.
(¬12) سورة الجن آية رقم 28.

الصفحة 559