كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 1)

في نفسه، وإنما قلنا أيضًا (¬1): ليست من العقليات؛ لأنها يدركها من لا عقل له كالبهيمة [والمجنون ومن لا عقل له من الصبيان.
وها هنا تنبيه وهو: أن ظاهر كلام الأصوليين هنا أن البهائم لا عقل لها، لأثهم يقولون: علم الوجدانيات (¬2) تدركها (¬3) البهائم مع أنها لا عقل لها، وكذلك هو ظاهر كلام النحاة أيضًا؛ لأنهم يقولون: يشترط العقل في جمع (¬4) المذكر السالم احترازًا من غير العاقل كالبهائم، فظاهر كلام الأصوليين والنحويين أن البهائم لا عقل لها.
وقال ابن العربي: لا خلاف عندي (¬5) أن الحيوانات كلها لها أفهام وعقول، وقد قال الشافعي: الحمام أعقل الطير، ذكره في أحكام القرآن (¬6) في سورة النمل (¬7) فانظره] (¬8).
قوله: (والوجدانيات أشبه بالمحسوسات).
يعني: أن الوجدنيات (¬9) شبيهة بالمحسوسات، ووجه الشبه بينهما: أن كل واحد منهما لا يدرك إلا الجزئيات؛ لأن الحس لا يدرك إلا الجزئيات،
¬__________
(¬1) "أيضًا" ساقطة من ط.
(¬2) في ط: "الوجدانية".
(¬3) في ط: "يدركها".
(¬4) في ط: "جميع".
(¬5) في أحكام القرآن: "عند العلماء".
(¬6) في تفسيره لقوله تعالى: {وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ وَقَالَ يَاأَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ} آية 16 سورة النمل، في كتابه أحكام القرآن 3/ 1449.
(¬7) في ز: "النحل".
(¬8) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.
(¬9) في ط: "الوجدانية".

الصفحة 625