ثم التجريبيات، ثم الحدسيات.
وإنما (¬1) أخر المؤلف الوجدانيات؛ لأنها أجنبية عن مورد التقسيم؛ إذ لا حكم فيها للعقل ولا للحس [وإنما ذكرها تتميمًا للضروريات] (¬2).
وقوله (¬3): (المحسوسات).
اعترض (¬4) بعضهم (¬5) هذه العبارة بأن قال: هذا لحن؛ لأن الفعل المأخوذ من الحواس رباعي لقوله تعالى: {فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ} (¬6) فاسم المفعول منه محس، فالجاري في جمعه على هذا محسات لا محسوسات.
وأما حس الثلاثي فله ثلاثة (¬7) معان أخر (¬8): يقال: حسه: إذا قتله، ومنه قوله تعالى: {إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ} (¬9)، وحسه: إذا مسحه ومنه حس الفرس، وحسه: إذا ألقى عليه الحجارة المحماة لينضج، فاسم المفعول (¬10) من
¬__________
(¬1) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "وما".
(¬2) ما بين المعقوفتين ورد في ط وز، ولم يرد في الأصل.
(¬3) في ط: "قوله".
(¬4) انظر هذا الاعتراض في: شرح التنقيح للقرافي ص 64، وشرح التنقيح للمسطاسي ص 23.
(¬5) المثبت من ط، وفي الأصل: "بعض".
(¬6) آية رقم 52 من سورة آل عمران.
(¬7) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "ثلاث".
(¬8) انظر هذه المعاني في: شرح التنقيح للقرافي ص 64، وشرح التنقيح للمسطاسي ص 23.
(¬9) آية رقم 152 من سورة آل عمران.
(¬10) "المفعول" ساقطة من ط.