كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

قبل ورود الرسل استشعر (¬1) [سؤال] (¬2) قائل يقول: ما (¬3) فائدة الشرائع عندهم إذًا؛ حيث استقل العقل بإدراك ما جاءت به الشرائع؟ فقال: وإنما الشرائع مؤكدة (¬4) لحكم العقل ... إلى آخره.
فذكر المؤلف أن الفعل على مذهب المعتزلة ينقسم على ثلاثة أقسام:
منه ما يدركه العقل بضرورته.
ومنه ما يدركه العقل بنظره.
ومنه ما لا يدركه العقل لا بضرورته ولا بنظره، وإنما يدرك بالسمع.
وبيان ذلك: أن ما علمت مصلحته، ولم تقابله مفسدة علم حسنه ضرورة، كحسن الصدق النافع؛ لأن كونه صدقًا جهة حسن (¬5)، و (¬6) كونه نفعًا جهة حسن أيضًا، وما علمت مفسدته ولم تقابله مصلحة علم قبحه ضرورة كقبح الكذب الضار؛ لأن كونه كذبًا جهة قبح، وكونه ضرر (¬7) جهة قبح أيضًا [ولا مدخل للنظر في هذين القسمين عندهم لاتحاد جهة الحسن واتحاد (¬8) جهة القبح] (¬9).
¬__________
(¬1) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "المستشعر".
(¬2) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(¬3) في ز: "وما".
(¬4) المثبت من ط وز، وفي الأصل: "موحدة".
(¬5) "حسن" ساقطة من ط.
(¬6) "الواو" ساقطة من ط.
(¬7) في ز: "ضارًا".
(¬8) في ط: "والاتحاد".
(¬9) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل.

الصفحة 140