كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

الفصل الثامن عشر في بيان الحقوق
(فحق الله تعالى أمره ونهيه، وحق العبد مصالحه) (¬1).
ش: لما جرت عادة العلماء بأن يقولوا: هذا حق الله، وهذا حق العبد، أراد المؤلف أن يبين ذلك.
هذا الفصل فيه مطلبان:
أحدهما: في تفسير الحقوق.
والثاني: في أقسامها.
أما تفسير الحقوق: فمعنى قولهم: هذا حق الله معناه: هذا أمر الله، وهذا نهي الله، أي: هذا شيء (¬2) أمر الله به أو نهى عنه.
فإذا قالوا: الصلاة، أو الصيام، أو الحج، أو الجهاد، أو الزكاة؛ هي حق الله تعالى، فمعناه: أمر الله بها وأوجبها على عباده.
وإذا قالوا: ترك الزنا، أو شرب الخمر، أو السرقة، أو الغصب؛ حق الله تعالى،
¬__________
(¬1) انظر الكلام في الحقوق في: شرح التنقيح للقرافي ص 95، شرح التنقيح للمسطاسي ص 39، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص 82، 83، الموافقات للشاطبي 1/ 156 - 160، الفروق للقرافي في الفرق بين قاعدة حقوق الله تعالى وقاعدة حقوق الآدميين 1/ 140 - 142.
(¬2) في ط: "الشيء".

الصفحة 153