كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

وجود الآخر ومن عدمه عدمه؛ كالرجم وزنا المحصن).
ش: واعلم أن هذا الفصل يحتوي على خمسة مطالب:
أحدها: المتساويان، وهذا الذي فسره المؤلف مثاله: الرجم مع زنا المحصن، فهما متلازمان في الوجود، والعدم.
قال المؤلف في الشرح: تمثيلي المتساويين بالرجم وزنا المحصن إنما يجري على مذهب الشافعي (¬1) القائل بأن اللائط لا يرجم.
وأما على مذهب من قال برجمه (¬2): فالرجم أعم من زنا المحصن مطلقًا (¬3)، وزنا المحصن أخص مطلقًا، فنقول إذًا على تساوي المعنيين: كل (¬4) مرجوم زان محصن، وكل زان محصن مرجوم، فهما متلازمان، وجودًا أو عدمًا (¬5)، هذا مثال المتساويين في الفقهيات.
ومثالهما في العقليات: الإنسان مع الضاحك بالقوة، فلا إنسان إلا وهو ضاحك بالقوة، ولا ضاحك بالقوة (¬6) [إلا وهو إنسان، والمراد
¬__________
(¬1) لم ينسب القرافي هذا المذهب للشافعي، بل نسبه المسطاسي في شرح التنقيح ص 39.
وذكر أبو إسحاق الشيرازي في التنبيه (ص 140) في اللائط قولين:
الأول: أنه يجب عليه الرجم.
والثاني: يجب عليه الرجم إن كان محصنًا والجلد والتغريب إن لم يكن محصنًا.
(¬2) أي برجمه مطلقًا سواء كان محصنًا أو غير محصن، وهو قول الإمام مالك وهو المشهور في مذهب مالك.
انظر: المنتقى للباجي 7/ 141، وشرح التنقيح للمسطاسي ص 39.
(¬3) نقل المؤلف بالمعنى: انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 97.
(¬4) "كل" ساقطة من ط.
(¬5) "أو عدمًا" ساقطة من ز، وفي ط: "وعدمًا".
(¬6) في الأصل: "إلا بالقوة"

الصفحة 167