كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

ذلك، فالتعلق المراد هنا هو: التعلق العقلي لا التعلق (¬1) الوجودي في الخارج.
قوله: (بالشخص الحادث) أي: المكلف الذي علم الله تعالى أنه سيحدث أي: سيوجد في الدنيا، فيتعلق الأمر بذلك الشخص، وهو في طي العدم (¬2) على تقدير وجوده (¬3) واستجماع شرائط التكليف، وذلك أن الله تبارك (¬4) وتعالى أوجب الصلاة مثلاً على فلان على تقدير وجوده ووجود أسباب الوجوب (¬5)، وشروط انتفاء (¬6) موانعه (¬7)، وكذلك تقول فيما حرمه الله عليه، وإنما قال أرباب السنة: يتعلق الأمر بالمأمور بناء منهم على ثبوت الكلام النفساني (¬8)، والأمر نوع من أنواع الكلام.
قوله: (خلافًا لسائر الفرق) أي: خلافًا (¬9) لسائر الطوائف من أهل الاعتزال القائلين: بأن الأمر لا يتعلق بالمعدوم ولا يتعلق إلا بالموجود (¬10) بناء منهم (¬11) على الكلام اللساني؛ لأنهم أنكروا الكلام النفساني.
¬__________
(¬1) في ط: "العقلي بالتعلق".
(¬2) في ط: "وهو هي العدم".
(¬3) في ز: "وجودي"، وفي ط: "وجود".
(¬4) "تبارك" لم ترد في ط.
(¬5) في ط: "الوجود".
(¬6) في ط: "وشروطه وانتفاء".
(¬7) في ز: "مانعه".
(¬8) هذا هو مذهب الأشاعرة، وأما مذهب السلف فهو أن الكلام حقيقة في اللفظ والمعنى.
(¬9) "خلافًا" ساقطة من ط.
(¬10) في ط: "بالوجود".
(¬11) "منهم" ساقطة من ز.

الصفحة 549