أولي الضرر يساوونهم.
ويدل عليه أيضًا قوله عليه السلام: "إذا شغل العبد عن عمل كان يعمله بمرض ابتلاه الله به، كتب له أجر ذلك العمل ما دام في وثاق (¬1) مرضه" (¬2).
ودليله أيضًا: قوله عليه السلام [في] (¬3) الحديث الصحيح ذكره (¬4) البخاري (¬5) عن أنس بن مالك (¬6) قال: لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك
¬__________
(¬1) في ط: "فيه وثاق".
(¬2) لم أجده بهذا اللفظ، وورد بمعناه ما أخرجه البخاري قال: حدثنا مطر بن الفضل، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا العوام، حدثنا إبراهيم أبو إسماعيل السكسكي، قال: سمعت أبا بردة، واصطحب هو ويزيد بن أبي كبشة في سفر فكان يزيد يصوم في السفر، فقال له أبو بردة: سمعت أبا موسى مرارًا يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيمًا صحيحًا".
انظر: صحيح البخاري كتاب الجهاد، باب يكتب للمسافر مثل ما كان يعمل في الإقامة (2/ 169).
وأخرجه الإمام أحمد في المسند 4/ 410، 418، وقد ذكر ابن حجر طرقًا وألفاظًا أخرى للحديث، انظر: فتح الباري 12/ 101، 102.
(¬3) المثبت بين المعقوفتين من ط، ولم يرد في الأصل وز.
(¬4) في ط: "ذكر".
(¬5) هو أبو عبد الله محمَّد بن أبي الحسن إسماعيل بن إبراهيم بن برزدبه البخاري، ولد ببخارى سنة (194 هـ) ونشأ بها، ثم رحل في طلب الحديث إلى خراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، توفي رحمه الله سنة (256 هـ). من مصنفاته: الجامع الصحيح، وهو أصح كتب السنة.
انظر: تهذيب التهذيب 9/ 47.
(¬6) هو الصحابي الجليل أنس بن مالك بن النضر الخزرجي الأنصاري، خدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشر سنين، وكان أحد المكثرين من الرواية عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، توفي سنة (93 هـ).
انظر: الإصابة 1/ 71، الاستيعاب بهامش الإصابة 1/ 71.