كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 2)

وإنما قلنا: الكلي لا يدل على جزئياته؛ لأنك إذا قلت: في الدار جسم، لا يدل على (¬1) أنه حيوان، وإذا قلت: فيها حيوان لا يدل على (¬2) أنه إنسان، وإذا قلت: فيها إنسان لا يدل على أنه رجل، وإذا (¬3) قلت: فيها رجل، لا يدل على أنه زيد فظهر لك بهذا: أن الكلي لا يدل على تعيين جزء (¬4) من جزئياته.
وإنما قلنا: الكل يدل على أجزائه؛ لأنك إذا قلت: عندي عشرة، فإنه يدل (¬5) على خمسة، وعلى ستة، وعلى جميع أجزائه التي هي: الوحدات (¬6) التي تركب منها العشرة، وإذا قلت: عندي نصاب وهو عشرون دينارًا، فإنه يدل على أن عنده (¬7) عشرة دنانير، وغيرها من سائر الأجزاء التي تركب منها العشرون.
فقولنا: الكلي (¬8) لا يدل على جزئياته، هذه القاعدة مطردة لا تفصيل فيها؛ لأن الكلي دال على الأعم، فالدال على الأعم غير دال على الأخص.
¬__________
(¬1) المثبت من ز، ولم ترد "على" في الأصل وط.
(¬2) المثبت من ز، ولم ترد "على" في الأصل وط.
(¬3) في ز: "فإذا".
(¬4) في ط وز: "جزئي".
(¬5) في ز: "فإنها تدل".
(¬6) في ز: "الذي هو الواحدة"، وفي ط: "التي هي الواحد".
(¬7) في ز: "عندك".
(¬8) في ز: "الكل".

الصفحة 649