فمعنى خطاب التكليف: ما كلف الله تبارك (¬1) وتعالى به عباده.
ومعنى خطاب الوضع ما وضعه الله تبارك وتعالى دليلاً وعلامة لوقوع الأحكام الشرعية ولم يكلف به عباده.
وخطاب التكليف محصور في خمسة أشياء وهي: الوجوب، والتحريم والندب، والكراهية، والإباحة.
وخطاب الوضع محصور في خمسة أشياء أيضًا وهي: الأسباب، والشروط، والموانع، والتقادير الشرعية، والحجج عند القضاة.
وسيأتي بيان جميع ذلك مع حروف (¬2) الكتاب [وزاد سيف الدين ثلاثة وهي: الصحة، والبطلان، والرخصة، فخطاب الوضع إذًا ثمانية] (¬3).
قوله: (خطاب تكليف) [سمي] (¬4) هذا الخطاب بخطاب (¬5) التكليف مأخوذ من الكلفة والمشقة، وهي توقع العقوبة الربانية، ولكن لا يوجد ذلك إلا في ترك الواجب وفعل المحرم، ولا يوجد ذلك في الأحكام الثلاثة الباقية، وهي: الندب، والكراهة، والإباحة؛ ولأجل ذلك نقول: الصبي غير مكلف وإن كان مندوبًا إلى الصلاة والحج على الأصح.
وإنما أطلق خطاب التكليف على الجميع تجوزًا وتوسعًا، فغلب البعض
¬__________
(¬1) "تبارك" لم ترد في ز.
(¬2) في ط: "معروف".
(¬3) المثبت بين المعقوفتين من ز وط، ولم يرد في الأصل، وانظر: الأحكام للآمدي 1/ 130، 131.
(¬4) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، وفي الأصل: "يسمى".
(¬5) في ز: "خطاب".