وقوله تعالى: {رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} (¬1).
فهذا يدل على أن الحجة تكون للخلق من جهة الجهل [بعدم] (¬2) التبليغ (¬3).
وقوله: (وقدرته) يعني: أن المكلف يشترط أيضًا أن يكون قادرًا على ما كلف به (¬4)؛ إذ العاجز غير مكلف إجماعًا.
والدليل على ذلك قوله تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إلا وُسْعَهَا} (¬5).
فهذه الآية تدل على اشتراط (¬6) العلم والقدرة (¬7) في التكليف، فلو كلف الإنسان بما لا يعلمه، أو كلف بما لا يقدر عليه لكان تكليفًا بغير الوسع، والله (¬8) تعالى لا يكلف بغير [الوسع] (¬9) وهو المقدور عليه (¬10).
وقوله: (وغير ذلك) الإشارة [تعود] (¬11) على الاثنين وهما: العلم
¬__________
(¬1) سورة النساء آية رقم (165).
(¬2) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.
(¬3) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 79، وشرح التنقيح للمسطاسي ص 32.
(¬4) "به" ساقطة من ط.
(¬5) سورة البقرة آية رقم (286).
(¬6) في ز: "شرط".
(¬7) في ز: "القدرة والعلم".
(¬8) في ط: "فالله".
(¬9) المثبت بين المعقوفتين من ز، وفي الأصل: "الموسع" ولم يتضح في ط.
(¬10) انظر: شرح التنقيح للقرافي ص 79، وشرح التنقيح للمسطاسي ص 32.
(¬11) المثبت بين المعقوفتين من ط وز، ولم يرد في الأصل.