كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

ومثال المجرورة بمن: ما جاءني (¬1) من رجل، فإن "من" ها هنا هي التي تفيد العموم، فلو قلت: ما جاءني رجل لم يحصل العموم.
نص عليه الجرجاني (¬2) في أول شرح الإيضاح (¬3).
قال (¬4) المؤلف في الشرح: وكذلك أبو القاسم الزمخشري، وغيره: قالوا (¬5): في قوله تعالى: {مَا لَكم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ} (¬6) لو قال: ما لكم إله، بحذف "من" لم يحصل العموم (¬7).
وكذلك قالوا في قوله تعالى: {وَمَا تَأْتِيهِم مِّنْ آيَةٍ مِّنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ} (¬8) لو قال: ما تأتيهم (¬9) آية، بحذف "من" لم يحصل العموم.
ومثال النكرة إذا كانت لفظًا عامًا قولك (¬10): ما جاءني أحد، أو (¬11) ما رأيت شيئًا، فإنه يقتضي العموم، فلو قلت: ما جاءني من
¬__________
(¬1) في ز وط: "قولك ما جاءني".
(¬2) في ط: "الزرجاني".
(¬3) في المقتصد: تقول: ما جاءني رجل، فلا يوجب استغراق الجنس، حتى يجوز أن تقول: ما جاءني رجل بل أكثر، فإذا دخلت "من" فقلت: ما جاءني من رجل، أفادت استغراق الجنس، حتى لا يجوز أن تقول: ما جاء من رجل بل أكثر.
انظر: المقتصد للجرجاني 1/ 89.
(¬4) في ط: "وقاله".
(¬5) في ز: "قاله".
(¬6) آية 59 من سورة الأعراف.
(¬7) في ط: "لم يحمل على العموم".
(¬8) آية رقم 4 من سورة الأنعام.
(¬9) المثبت من ز، وفي الأصل: "لو"، وفي ط: "وما".
(¬10) في ز: "قوله".
(¬11) في ط: "وما".

الصفحة 100