كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

آمَنُوا} (¬1)، وقوله تعالى (¬2): {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} (¬3)، وغير ذلك من خطابات (¬4) المواجهة هل يخص (¬5) الموجودين (¬6) في زمانه عليه السلام دون غيرهم؟ أو هو عامّ لهم ومن (¬7) سيحدث بعدهم؟ اختُلف (¬8) في ذلك:
فذهب جمهور العلماء من المالكية (¬9)، والشافعية (¬10)، والحنفية (¬11) وغيرهم: إلى اختصاصه بالموجودين في وقت الخطاب، ولا يثبت الحكم في حق من يحدث بعدهم إلا بدليل من نص، أو قياس، أو إجماع.
¬__________
= {يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} آية رقم 21 من سورة البقرة.
(¬1) وردت هذه الآية في مواضع كثيرة، أكتفي بذكر موضع واحد، وهو قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا} آية رقم 104 من سورة البقرة.
(¬2) "تعالى" لم ترد في ز وط.
(¬3) آية 7 من سورة الحشر.
(¬4) في ط: "الخطابات".
(¬5) في ز وط: "يختص".
(¬6) في ز: "بالموجودين".
(¬7) في ز وط: "ولمن".
(¬8) في ط: "فاختلف".
(¬9) انظر نسبة هذا القول للمالكية في شرح التنقيح للقرافي ص 188، شرح التنقيح للمسطاسي ص 103، مختصر ابن الحاجب 2/ 127، التوضيح شرح التنقيح لأحمد حلولو ص 163.
(¬10) انظر: نسبة هذا القول للشافعية في: البرهان 1/ 270، المحصول ج 1 ق 2 ص 634، شرح المحلي على جمع الجوامع 1/ 427، 428، الإحكام للآمدي 2/ 274، المنخول ص 124، نهاية السول 2/ 364، المستصفى 1/ 81 - 84.
(¬11) انظر نسبة هذا القول للحنفية في: تيسير التحرير 1/ 255، فواتح الرحموت 1/ 279.

الصفحة 129