كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

وقوله تعالى (¬1): {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ} (¬2) أي: و (¬3) لأنذر به من بلغه القرآن.
وقيل معناه (¬4): ولأنذر به من بلغ الحلم (¬5).
قوله: (لأن الخطاب موضوع (¬6) في اللغة للمشافهة).
ش: هذا دليل الجمهور وبيانه: أن الخطاب - لغةً - معناه: مراجعة الكلام، والمراجعة لا تكون إلا مع الموجود الحاضر (¬7) وهو معنى المشافهة.
قال صاحب العين: شافهت الرجل إذا كلمته من فيّ إلى فيه، فلا تقول العرب: أمرتكم ونهيتكم (¬8)، أو قوموا (¬9) أو اقعدوا، أو افعلوا أو اتركوا، إلا لمن هو موجود (¬10)، فإذا كان الخطاب موضوعًا في أصل الوضع للمشافهة، فلا يعدل عن الأصل إلى غيره إلا بنص أو قياس أو إجماع.
حجة الحنابلة (¬11) القائلين بالتعميم: أنه لو لم يتناول خطاب الشفاه من
¬__________
(¬1) "تعالى" لم ترد في ز.
(¬2) آية رقم 19 من سورة الأنعام.
(¬3) "الواو" ساقطة من ز.
(¬4) "معناه" ساقطة من ط.
(¬5) المثبت من ز، وفي الأصل وط: "الحكم".
(¬6) المثبت من أوخ وز وش وط، وفي الأصل: "موضوعة".
(¬7) في ط: "الخاص".
(¬8) في ط: "أو نهيتكم".
(¬9) في ط: "وقوموا".
(¬10) انظر: العين 3/ 402.
(¬11) في ز: "الحنابلية".

الصفحة 131