كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

متكررًا منه، وهذا معنى قوله: وقيل: يفيده عرفًا؛ أي: يفيد العموم عرفًا لا لغة.
ولكن المراد بالعموم ها هنا التكرار، [وإطلاق العموم (¬1) على التكرر (¬2) مجاز، فإن الذي يفيده "كان" في العرف هو التكرار في الزمان الماضي، كقولهم: كان حاتم يكرم الضيف، وكقولك (¬3): كان زيد يفعل كذا، وقولك: كنا نفعل كذا إنما يفيد (¬4) التكرار ولا يفيد العموم، فإطلاق العموم على التكرار] (¬5) مجاز، فلو كان يفيد العموم الحقيقي لكان حاتم في قولنا: كان حاتم يكرم الضيف، يكرم جميع أضياف الدنيا، وليس كذلك.
وهذا كله إذا (¬6) نسب إلى الله تعالى (¬7) كقوله: {وَكَانَ الله غَفُورًا رَّحِيمًا} (¬8)، {وَكَانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا} (¬9)، {وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} (¬10)، {وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا} (¬11)، فدلت قرينة عقلية (¬12) أن (¬13)
¬__________
(¬1) المثبت من ز، وفي الأصل: "العمر".
(¬2) في ز: "التكرار".
(¬3) في ز: "وقولك".
(¬4) في ز: "يفيده".
(¬5) ما بين المعقوفتين ساقط من ط.
(¬6) في ز وط: "كله بخلاف كان إذا".
(¬7) في ز وط: "تبارك وتعالى".
(¬8) آية 96 من سورة النساء.
(¬9) آية 40 من سورة الأحزاب.
(¬10) وردت هذه الآية في عدة مواضع منها: آية رقم 158، 165 من سورة النساء، آية رقم 7، 19 من سورة الفتح.
(¬11) آية رقم 147 من سورة النساء.
(¬12) "عقلية" ساقطة من ط.
(¬13) في ز: "على أن".

الصفحة 144