كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

وقوله: مدخل الظل رأسه: هذا من باب قلب الكلام، وهو من فصيح الكلام (¬1)، تقديره (¬2): مدخل رأسه الظل، كما يقال: أدخلت الخاتم في أصبعي، وأدخلت القلنسوة رأسي (¬3)، وأدخلت الخف رجلي (¬4).
ومنه قوله تعالى: {وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ} (¬5) أي: قد (¬6) بلغت الكبر.
ومنه قوله عليه السلام: "زينوا القرآن بأصواتكم" (¬7) أي: زينوا أصواتكم بالقرآن.
¬__________
(¬1) في ط وز: "المقال".
(¬2) في ط: "تقدير".
(¬3) في ز وط: "في رأسي".
(¬4) في ز: "في رجلي"، وفي ط: "في رجلي فإن تقدير جميع ذلك أدخلت أصبعي في الخاتم وأدخلت رجلي في الخف ومنه ... " إلخ.
(¬5) آية رقم 40 من سورة آل عمران.
(¬6) في ط وز: "أي وقد".
(¬7) هذا الحديث جعله البخاري عنوانًا فقال: باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "الماهر بالقرآن مع الكرام البررة، وزينوا القرآن بأصواتكم".
ثم أورد هذا الحديث: عن أبي هريرة أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت بالقرآن يجهر به".
انظر: صحيح البخاري كتاب التوحيد (4/ 308).
وأخرجه أبو داود عن البراء بن عازب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "زينوا القرآن بأصواتكم" رقم الحديث العام 1468 كتاب الصلاة، باب استحباب الترتيل في القراءة (2/ 74).
وأخرجه النسائي عن البراء بهذا اللفظ في كتاب الافتتاح، تزيين القرآن بالصوت 2/ 179.
وأخرجه ابن ماجه عن البراء بهذا اللفظ في كتاب الإقامة، باب في حسن الصوت بالقرآن رقم الحديث العام 1342، (1/ 426).
وأخرجه الدارمي في سننه عن البراء بهذا اللفظ في كتاب فضائل القرآن، باب التغني بالقرآن (2/ 474).

الصفحة 149