كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

قوله: (لأن العدم غير مقدور) وذلك: أن العدم كان قبل الفعل واستمر ذلك العدم إلى خلق قدرة المكلف، والقدرة تقتضي أثرًا عقليًا، والعدم المستمر ليس أثرًا للقدرة؛ لثبوته قبل خلق القدرة فلا يكون أثرًا (¬1) لها بعد خلقها.
واحتج أَبو هاشم: بأن العقلاء يمدحون من لم يزن على عدم الزنا، وإن لم يخطر (¬2) ببالهم فعل الضد.
وأجيب (¬3) عن هذا: بأنهم يمدحونه (¬4) بما هو من صنعه، والعدم ليس من صنعه، وإنما يمدحونه على فعله، وهو الامتناع من ذلك الفعل، والامتناع هو أمر وجودي وهو: إما فعل الضد، وإما كف النفس.
قال المؤلف في الشرح: سؤال: ما (¬5) الفرق بين قولهم: متعلق النهي فعل ضد المنهي عنه، وبين قولهم: النهي عن الشيء أمر بضده؛ لأن قولهم: النهي عن الشيء أمر بضده هو معنى قولهم: متعلق (¬6) النهي فعل ضد المنهي عنه؟.
قال: جوابه: أن الأمر والنهي متعلِّقان بكسر اللام، والمنهي عنه وضده
¬__________
(¬1) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "أمرًا".
(¬2) في ط: "يحضر".
(¬3) في ط: "وأجيبوا".
(¬4) في ز: "يمدحون".
(¬5) في ز: "من".
(¬6) في ط: "ومتعلق".

الصفحة 26