كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

وقوله: (وعادة الفعل) معناه: لا عبرة بالعادة الفعلية، كما إذا (¬1) قال: والله لا آكل خبزًا، وعادته أنه لا يأكل إلا خبز القمح، فإنه يحنث بجميع الأخباز، لا (¬2) فرق بين خبز القمح وغيره.
وكذلك إذا قال: والله لا ألبس ثوبًا، وعادته أنه لا يلبس إلا ثوب الكتان، فإنه يحنث بجميع الأثواب، لا فرق بين ثوب الكتان وغيره.
وكذلك إذا قال: والله لا أركب دابة، وعادته أنه لا يركب إلا الخيل، فإنه يحنث بجميع الدواب، ولا فرق بين الخيل وغيرها.
قوله: (دون عادة الفعل) يحتمل أن يكون الفعل راجعًا إلى الحالف، أي: دون عادة فعل الحالف كما قررناه بالأمثلة.
ويحتمل أن يرجع الفعل إلى الفعل المحلوف عليه، كما إذا (¬3) قال: والله لا آكل اللحم، فإنه يحنث بأكل اللحم، سواء كان مطبوخًا، أو كان (¬4) نيًا، وإن كانت عادة اللحم (¬5) ألا يؤكل إلا مطبوخًا، فلا عبرة (¬6) بالعادة (¬7) الفعلية.
قوله: (وذلك كالحالف: لا آكل رؤوسًا أو بيضًا) الإشارة عائدة
¬__________
(¬1) في ط وز: "كإذا".
(¬2) في ط: "ولا".
(¬3) في ز وط: "كإذا".
(¬4) "كان" ساقطة من ز.
(¬5) في ط: "الفعل" وهو تصحيف.
(¬6) المثبت من ز وط، وفي الأصل: "فلا عادة".
(¬7) في ز: "بعاده".

الصفحة 299