كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

الحرم لم تُجْبَ إليه جميع ثمرات الدنيا.
وكذلك أيضًا يقرب من التخصيص بالحس: التخصيص (¬1) بقرائن الأحوال، كقول السيد لعبده: ائتني بمن يحدثني، فإن ذلك يختص بمن يحدثه في مثل حاله (¬2).
قال المؤلف في الشرح: ومن التخصيص بالواقع: قوله تعالى: {وَمَن يَعْصِ اللهَ وَرَسُولهُ فَإنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ} (¬3)؛ لأنا نقطع أن (¬4) بعض العصاة لا يعذب، إما بفضل الله، وإما بسبب توبته، وإما بسبب شفاعة شافع.
ومنه أيضًا: قوله تعالى (¬5): {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} (¬6)؛ لأن بعض من عمل خيرًا لا يرى خيرًا؛ إما بسبب ارتداده، وإما بسبب ظلمه فيؤخذ (¬7) ذلك الخير في ظلمه، وبعض من عمل شرًا أيضًا (¬8) قد لا يرى شرًا؛ لما تقدم من التوبة، والشفاعة،
¬__________
(¬1) في ز: "الحس بالتخصيص".
(¬2) في ز وط: "حالة خاصة".
(¬3) آية رقم 23 من سورة الجن.
(¬4) "أن" ساقطة من ط.
(¬5) في ز: "ومنه قوله تعالى أيضًا"، وفي ط: "ومنه قوله أيضًا".
(¬6) آية رقم 7، 8 من سورة الزلزلة.
(¬7) في ط: "فيؤخذ منه ذلك".
(¬8) "أيضًا" ساقطة من ط.

الصفحة 318