كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

الشرح أو هو خلافه (¬1)؟
قال (¬2) بعضهم: كلامه موافق (¬3)؛ وذلك أنه ذكر أول الكلام القول بالتفصيل بين المستقل، وغير المستقل، وذكر القولين آخر الكلام في قوله: وعن مالك فيه روايتان، فيعود (¬4) الضمير في قوله: فيه، على الخطاب العام، كان مستقلًا أو غير مستقل.
ومنهم من قال: كلامه في الأصل خلاف (¬5) لكلامه في الشرح؛ وذلك أنه لم يذكر في الأصل إلا الخطاب المستقل دون غيره، وذكر فيه قولين، فيعود الضمير في قوله: (وعن مالك فيه) على الخطاب المستقل الذي قيد به الكلام، ولم يتكلم على غير المستقل.
مثال المستقل: قوله عز وجل في قضية عويمر العجلاني (¬6) في اللعان:
¬__________
(¬1) في ط: "أو هو خلاف له"، وفي ز: "وهو على تلاوته".
(¬2) في ط: "فقال".
(¬3) في ط: "وفاق"، وفي ز: "هو باق".
(¬4) في ط: "يعود".
(¬5) في ز: "مخالف".
(¬6) هو عويمر بن أبيض العجلاني، وقال الطبري: هو عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد العجلاني، وأبيض لقب لأحد آبائه، وهو الذي رمى زوجته بشريك ابن سحماء، فلاعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهما، وذلك في شعبان سنة سبع من الهجرة، وذلك عندما قدم من غزوة تبوك، فوجد زوجته حبلى، فجاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - يشكو إليه أمره، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أنزل الله فيك وفي زوجتك, فاذهب فأت بها" فتلاعنا.
انظر ترجمته في: الإصابة 4/ 746، الاستيعاب 3/ 226، أسد الغابة 4/ 158.

الصفحة 332