كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

قوله: (وأما الإمام فحكى إِجماع أهل (¬1) السنة على ذلك في "من" و"ما" ونحوهما (¬2)).
ش: المراد بنحو "من" و"ما": كل ما له حالتان: حالة من جهة اللفظ، وحالة من جهة المعنى؛ لأن لفظ "من" و"ما" مفرد مذكر، و (¬3) معناهما: جمع، والمراد بنحوهما (¬4): كاللفظ المفرد المعرف باللام كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعْوا أَيْدِيَهُمَا} (¬5)، وقوله تعالى: {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا} (¬6) ومن ذلك: الذي والتي، ونحو ذلك مما له (¬7) لفظ مفرد ومعناه جمع، [قاله الباجي.
وإنما قال الإمام: يجوز التخصيص إلى الواحد في "من" و"ما" ونحوهما؛ لأن لفظه مفرد ومعناه جمع] (¬8)، تارة يعتبر لفظه، وتارة يعتبر معناه، وتارة يعتبر لفظه ومعناه معًا.
فمثال اعتبار اللفظ: قوله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7)
¬__________
(¬1) "أهل" ساقطة من أ.
(¬2) يقول الإمام فخر الدين: اتفقوا في ألفاظ الاستفهام والمجازاة على جواز انتهائها في التخصيص إلى الواحد.
انظر: المحصول ج 1 ق 3 ص 16.
(¬3) "الواو" ساقطة من ط.
(¬4) في ط: "بحوهما".
(¬5) آية رقم 38 من سورة المائدة.
(¬6) آية رقم 2 من سورة النور.
(¬7) في ط: "من كل ما له".
(¬8) ما بين المعقوفتين ساقط من ز.

الصفحة 373