كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 3)

والجواب: أن العموم باعتبار الاستفهام لا باعتبار الوقوع والكون في الدار، فلو قال: ليس فيها أحد، لكان جوابًا (¬1) مطابقًا، [يعني: المستفهِم يسأل عن: هل يتصور أن يكون في الدار أو لا يكون؟ ولذلك يحسن الجواب بقولك: ما فيها أحد] (¬2).
قوله: (والمعرف باللام مفردًا وجمعًا) يريد: تعريف الجنس، لا تعريف العهد، فإن تعريف العهد لا يقتضي العموم، لقوله (¬3) تعالى: {فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} (¬4)؛ لأن (¬5) المراد به رسول بعينه، وهو (¬6) نبي الله موسى بن عمران - صلوات الله عليه - (¬7).
وكذلك تعريف (¬8) الحقيقة لا يقتضي العموم، كقول السيد لعبده: اشتر الخبز واللحم من السوق، فالمراد به حقيقة الجنس، وهو: مطلق الخبز واللحم، ولا يريد (¬9) استغراق الجنس بأن يأتي بجميع أفراد الجنس، ولا يريد به (¬10) أيضًا المعهود؛ لأنه لا معهود هناك (¬11) بينهما.
¬__________
(¬1) في ز: "جوابها".
(¬2) المثبت بين المعقوفتين من ز، ولم يرد في الأصل وط.
(¬3) في ط وز: "كقوله".
(¬4) آية 16 من سورة المزمل.
(¬5) "لأن" ساقطة من ز.
(¬6) في ز: "وهي" وهو تصحيف.
(¬7) "صلوات الله عليه" لم ترد في ز، وفي ط: "عليه الصلاة والسلام".
(¬8) في ط: "وكذا لتعريف".
(¬9) في ط: "ولا يريد به".
(¬10) "به" ساقطة من ط.
(¬11) في ز: "هنا لك"، وفي ط: "هنا".

الصفحة 78