كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 4)

الرجل، إذا صار ذا جمع، مثل: ألبن وأتمر (¬1)، إذا صار ذا لبن وذا تمر.
فأجمع بالفعل الرباعي إذًا (¬2) له معنيان: إما عزم، وإما صار ذا جمع/ 258/، فقولهم: أجمع المسلمون على وجوب الصلاة مثلاً، يصح أن يكون بمعنى صاروا ذوي جمع، ويصح أن يكون بمعنى عزموا [على] (¬3) ذلك، أي: قطعوا به، هذا كله في أجمع (¬4) الرباعي، وأما الثلاثي فمعناه الضم، أي: ضم المفترق (¬5)، ومصدره جمعًا (¬6)، ومنه قوله تعالى: {فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا} (¬7)، وقوله تعالى: {يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ [لِيَوْمِ الْجَمْعِ]} (¬8) (¬9) (¬10).
وأما المعنى الثالث وهو الاتفاق (¬11) فدليله: قولهم: أجمع القوم على كذا، معناه: اتفق القوم على كذا، ولكن هذا المعنى الثالث يصح أن يرجع إلى المعنيين (¬12) الأولين، فقولهم: أجمع القوم على كذا، يصح أن يكون معناه:
¬__________
= هو والاتفاق معنى واحدًا. انظر: إرشاد الفحول ص 71، والمحصول 2/ 1/ 19، والإبهاج 2/ 289، وشرح القرافي ص 323، والمسطاسي ص 72.
(¬1) "اثمن" في ز.
(¬2) "إذ" في ز.
(¬3) ساقط من الأصل.
(¬4) "الجمع" في ز.
(¬5) انظر: اللسان، وتاج العروس، والصحاح مادة (جمع).
(¬6) كذا في النسختين، والصواب جمع، بالرفع لكونها خبرًا لمصدر.
(¬7) الكهف: 99.
(¬8) التغابن: 9.
(¬9) ساقط من ز.
(¬10) في الأصل زيادة: "هذا كله في المعنى اللغوي".
(¬11) انظر: القاموس المحيط، وشرحه تاج العروس، مادة (جمع).
(¬12) "المتقدمين" في ز.

الصفحة 578