كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 4)

أمور: اثنان ينطق بهما، وثمانية لا ينطق بها (¬1). فاللذان ينطق بهما هما الأحكام والصفات، فالأحكام كقولك (¬2): قام القوم إلا زيدًا، ومثال الصفة (¬3) قوله تعالى: {أَفَمَا (¬4) نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (58) إلا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} (¬5)، فاستثنى من صفتهم الموتة الأولى، وأما الثمانية التي لا ينطق بها فهي: الأسباب، والشروط، والموانع، والمحال، والأحوال، والأزمان، والأمكنة، ومطلق الوجود.
مثال الاستثناء من الأسباب: لا عقوبة إلا بجناية.
ومثال الاستثناء من الشروط: لا صلاة إلا بطهور.
ومثال الاستثناء من الموانع: لا تسقط الصلاة عن المرأة إلا بالحيض.
ومثال الاستثناء من المحال: أكرم رجلاً (¬6) إلا زيدًا وعمرًا وبكرًا (¬7) / 196/ فإن كل شخص هو محل لأعمه.
ومثال الاستثناء من الأحوال: قوله تعالى: {لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إلا أَنْ يُحَاطَ
¬__________
(¬1) "بهم" في ز.
(¬2) "قولك" في ز.
(¬3) "الصفات" في ز.
(¬4) "فما" في ز.
(¬5) سورة الصافات، الآيتان رقم 58، 59.
(¬6) في الأصل وز: "رجالاً". بالجمع، والمثبت الصواب، وهو في شرح القرافي ص 258، وشرح الكوكب المنير 3/ 295، وهو الذي يصح به التمثيل للاستثناء من المحال، وأما رجالاً بالجمع فإن الاستثناء منها يكون استثناء من المنطوق به، وهو إكرام الرجال، فيكون من النوع الأول.
(¬7) "أو عمرًا أو بكرًا" في ز.

الصفحة 65