كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 4)

زيد دون عمرو يدل على أنه مريد؛ لأن اختيار شيء دون شيء يدل على الإرادة.
فتبين بما قررناه: أن الإجماع فرع (¬1) السمع، والسمع فرع النبوة، والنبوة فرع الربوبية المتصفة بالحياة، والعلم، والقدرة، والإرادة، فظهر بذلك توقف الإجماع على هذه الأمور؛ إذ لولا هذه الأمور لما وجد الإجماع، فلو توقفت (¬2) هذه الأمور على وجود الإجماع للزم الدور، والدور ممنوع؛ لأنه محال (¬3).
قوله: (كوجود الصانع وقدرته وعلمه، والنبوة).
هذه أربعة أمثلة، أي لا يثبت وجود الصانع جل وعلا بالإجماع، لتوقف وجود الإجماع على وجود الصانع.
ولا تثبت (¬4) قدرة الله بالإجماع، لتوقف [وجود] (¬5) الإجماع على وجود القدرة، ولا يثبت علم الله بالإجماع، لتوقف الإجماع على علم الله تعالى.
ولا تثبت (¬6) النبوة بالإجماع، لتوقف الإجماع على صحة النبوة.
قوله: (وما لا يتوقف عليه كحدوث العالم والوحدانية فيثبت).
¬__________
(¬1) "عن" زيادة في ز.
(¬2) "توقف" في ز.
(¬3) انظر: شرح القرافي ص 343، والمسطاسي ص 92.
(¬4) "يثبت" في ز.
(¬5) ساقط من ز.
(¬6) "يثبت" في ز.

الصفحة 677