كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

قال مالك: ولا يكفي (¬1) في ذلك مصاحبة شهر (¬2) (¬3).
واختلف في هذين اللفظين قيل: مترادفان، وقيل: متباينان.
فإذا قلنا: متباينان، فقيل: عدل في أفعاله، [و] (¬4) رضا معناه: مأمون من التخيل (¬5) عليه في شهادته.
وقيل: عدل فيما بينه وبين الله، رضا فيما بينه وبين الناس.
واختلف في هذين اللفظين، هل يكتفى بأحدهما (¬6) عن الآخر أم لا؟
[قولان] (¬7) (¬8)، سببهما: الاختلاف المذكور في ترادفهما وتباينهما، فإذا قلنا بترادفهما فيكتفى بأحدهما عن الآخر، وإذا قلنا بتباينهما فلا يكتفى بأحدهما عن الآخر.
ومعنى السماع المتواتر: هو خبر أقوام عن أمر محسوس يستحيل تواطؤهم على (¬9) الكذب عادة، كما تقدم بيانه أول الباب (¬10).
¬__________
(¬1) "يكتفى" في ز.
(¬2) في ز: "مصاحبة شهرا".
(¬3) انظر: المنتقى للباجي 5/ 195.
(¬4) ساقط من ز.
(¬5) كذا في النسختين، وهي بمعنى التخييل، وهو الوهم وتوجيه التهمة، لأنه يقول: يشبه أن يكون كذا، لعله أن يكون كذا. انظر: القاموس المحيط مادة: (خال)، والصحاح، ومعجم مقاييس اللغة، مادة: (خيل).
(¬6) "أحدهما" في الأصل.
(¬7) ساقط من ز.
(¬8) انظر: المنتقى للباجي 5/ 196، والكافي لابن عبد البر 2/ 900.
(¬9) "عن" في الأصل.
(¬10) انظر: مخطوط الأصل صفحة 273، وصفحة 27 من هذا المجلد.

الصفحة 119