كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

بشرط في تحقق الكذب وهو المطلوب (¬1).
حجة الجاحظ: قوله تعالى حكاية عن الكفار: {أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَم بِهِ جِنَّةٌ} (¬2) فجعلوا الجنون قسيم الكذب، وقسيم الشيء غيره، ولا يوصف الجنون بصدق ولا كذب، فجعلوا الجنون قسيم الكذب لعدم القصد فيه، مع أن خبره على التقديرين (¬3) غير مطابق، فدل ذلك على اشتراط القصد في حقيقة الكذب (¬4).
أجيب عنه: بأن ألافتراء عبارة عن الاختراع فهم نوعوا الكذب إلى اختراع وجنون، لا أنهم نوعوا كلامه إلى كذب وغيره (¬5).
وقوله: (واختلفوا في اشتراط الإِراده في [حقيقة] (¬6) كونه خبرًا)، وعند (¬7) أبي علي وأبي هاشم الخبرية معللة بتلك الإِرادة، وأنكره الإِمام لخفائها، فكان يلزم ألا يعلم خبر (¬8) البتة، ولا (¬9) ستحالة (¬10) قيام (¬11) الخبرية بمجموع الحروف لعدمه، ولا ببعضها (¬12) وإِلا كان خبرًا، وليس فليس.
ش: ذكر المؤلف ها هنا الخلاف بيننا وبين المعتزلة في مقامين:
¬__________
(¬1) انظر: شرح القرافي ص 347، والمسطاسي ص 95.
(¬2) سبأ: 8.
(¬3) "التقدير بين" في ز.
(¬4) انظر: شرح القرافي ص 347، والمسطاسي ص 95، 96.
(¬5) انظر: شرح القرافي ص 347، 348، والمسطاسي ص 96.
(¬6) ساقط من الأصل.
(¬7) "فعند" في ش.
(¬8) "خبرا" في الأصل وأ.
(¬9) "ولان" في أ.
(¬10) "والاستحالة" في ز.
(¬11) "بقيام" في ز.
(¬12) "ولا ببعضه" في نسخ المتن الثلاث.

الصفحة 19