وكذلك قوله عليه السلام: "خير الشهداء من شهد قبل أن يستشهد" (¬1) مع قوله عليه السلام: "شر الشهداء من شهد [قبل أن] (¬2) يستشهد" (¬3) (¬4)، فيحمل الأول على حقوق الله تعالى، ويحمل الثاني على حقوق الآدميين.
ومثاله أيضًا: إذا شهدت بينة أن الدار لزيد، وشهدت أخرى أنها لعمرو، فإنها تكون لهما معًا (¬5)؛ جمعًا بين الدليلين.
قوله: (وهما إن كان عامين معلومين والتاريخ معلوم نسخ المتأخر
¬__________
(¬1) روى مسلم في الأقضية عن زيد بن خالد الجهني أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ألا أخبركم بخير الشهداء، الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها"، انظره برقم 1719، وانظره في الشهادات عند الترمذي برقم 2295، و2297، وعند أبي داود برقم 3596، وعند ابن ماجه برقم 2364 وانظر: مسند أحمد 4/ 115 و117 و5/ 192 و193، والموطأ 2/ 720، وشرح معاني الآثار للطحاوي 4/ 152.
(¬2) ساقط من ز وط.
(¬3) في ز وط: "ولم يستشهد".
(¬4) روى البخاري من حديث عمران بن حصين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن بعدكم قومًا يخونون ولا يؤتمنون، ويشهدون ولا يستشهدون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السمن" انظره في صحيحه برقم 2651، ورواه مسلم في فضائل الصحابة من صحيحه برقم 2535، والترمذي في الشهادات برقم 2302.
وقد روي مثله عن عدد من الصحابة منهم عمر وأبو هريرة وابن مسعود. فانظر صحيح البخاري الحديث رقم 2652، ومسلم برقم 3534، وابن ماجه برقم 2363، ومسند أحمد 2/ 228 و410، والكفاية للخطيب ص 94، والإحكام لابن حزم 1/ 546، والمستدرك للحاكم 1/ 114، والجامع لمعمر بن راشد الأزدي برواية عبد الرزاق في آخر مصنفه برقم 20710، وشرح معاني الآثار للطحاوي 4/ 150.
(¬5) في ز: "فإنها تكون بينهما".