بالمعنى، فالأفقه أولى. انظر هل يلزم مثله في الفقيه وغير الفقيه، أو يفرق بينهما، وأن (¬1) الفقيه أولى من غيره مطلقًا؟ لأن مالكًا اشترط الفقه في الراوي بخلاف الأفقه، إلا أن يقال: إنما اشترط مالك الفقه حيث يكون النقل بالمعنى.
قوله: (أو عالمًا بالعربية) (¬2)، مثاله: اختلافهم في المعتقة تحت الحر، هل تخير أم لا؟ (¬3).
قال مالك: لا تخير (¬4)، استدل بحديث نافع، وهو قوله: عتقت بريرة (¬5) تحت عبد فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬6)، ونافع عالم بالعربية.
¬__________
(¬1) "فان" في ط.
(¬2) انظر: المحصول 2/ 2/ 555، والإبهاج 3/ 235، ونهاية السول 4/ 478، وجمع الجوامع 2/ 363، وشرح القرافي ص 423، والمسطاسي ص 174، وحلولو ص 376.
(¬3) لم يذكر المسطاسي مثالاً لهذه المسألة، والمثال الذي ذكره الشوشاوي هنا لا يدل على المقصود، سوى مجرد التمثيل.
(¬4) انظر: الشرح الصغير 3/ 178.
(¬5) "بربرية" في الأصل، والصواب المثبت، وهي مولاة عائشة، كانت لقوم من الأنصار فاشترتها عائشة، وقصتها في الصحيحين. انظر: الاستيعاب 4/ 249، والإصابة 4/ 251.
(¬6) روى ذلك الدارقطني بسنده إلى نافع عنه عن ابن عمر قال: كان زوج بريرة عبدًا، وروى أيضًا عن نافع عن صفية بنت أبي عبيد قالت ... (مثله) انظر: سنن الدارقطني 3/ 293.
وقد روى البخاري بسنده إلى نافع عنه عن ابن عمر قصة بريرة، وقال البخاري بعده: قال همام: قلت لنافع: حرًا كان زوجها أو عبدًا؟ فقال: ما يدريني؟ فانظر الحديث عند البخاري برقم 2156، وقد روي أن زوجها عبد عن ابن عباس، =