وقال أبو حنيفة: تخير (¬1)، استدل بحديث رجل جاهل بالعربية، وهو قوله: عتقت بريرة (¬2) تحت حر فخيرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬3)؛ لأن العلم بالعربية يبعد معه الخطأ في النقل، والكلام في اشتراط العربية كالكلام الذي تقدم في الفقه (¬4).
قوله: (أو عرفت عدالته بالاختبار) (¬5)، أي: عدالة الخلطة، أولى وأقوى
¬__________
= فانظر: البخاري برقم 5280، وأبا داود برقم 2231، و2232، والدارمي 2/ 170، وروي أيضًا عن عائشة، فانظر: صحيح مسلم برقم 1504، والرقم الخاص 11، 13 من العتق، والترمذي برقم 1154، والدارقطني في سننه 3/ 22، 288، 289، 291، 292، والنسائي 6/ 165، وسنن أبي داود برقم 2233، 2234، وانظر: فتح الباري 9/ 410 - 411.
(¬1) انظر: بدائع الصنائع 2/ 328.
(¬2) انظر التعليق رقم (6) في الصفحة السابقة.
(¬3) أورد هذا البخاري في صحيحه وجعله من قول الأسود بن يزيد، فانظر الحديث رقم 6754، وقد رواه جمع من المحدثين بأسانيدهم عنه عن عائشة، فانظر: الرضاع من الترمذي برقم 1155، وسنن أبي داود برقم 2235، وسنن النسائي 6/ 163، وسنن الدارمي 2/ 169، والدارقطني 3/ 290، وقوله: رجل جاهل بالعربية، هذا غير سديد منه رحمه الله؛ لأن مدار الحديث على الأسود بن يزيد بن قيس النخعي، وهو الثقة الثبت الذي روى عن أبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود وحذيفة وبلال وعائشة وأبي موسى وغيرهم، قال فيه إبراهيم النخعي كان ممن يفتي من أصحاب ابن مسعود، وقال فيه ابن حبان: كان صوامًا فقيهًا عابدًا زاهدًا، توفي رحمه الله سنة 75 هـ ثم هل التفريق بين الحر والعبد مما يحتاج فيه إلى معرفة بالعربية؟. رحم الله الشوشاوي وعفا عنه.
انظر ترجمة الأسود في: مشاهير علماء الأمصار لابن حبان ص 100، وتهذيب التهذيب 1/ 342.
(¬4) أي: هل يقدم الأعلم بالعربية على العالم؟.
(¬5) انظر: المحصول 2/ 2/ 558، والإبهاج 3/ 236، ونهاية السول 4/ 486، وجمع =