كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

قوله: (أو ورد بعبارات مختلفة) (¬1)، يريد: والمعنى واحد، وهذا هو الفرق بين هذا وبين الاضطراب الذي تقدم (¬2).
لأن الاضطراب المتقدم هو اختلاف الألفاظ مع اختلاف المعنى، والمراد ها هنا اختلاف الألفاظ مع اتفاق المعنى (¬3).
مثاله (¬4): قوله عليه السلام: "من مس ذكره فليتوضأ"، وورد أيضًا: "من مس فرجه فليتوضأ"، وورد أيضًا: "من أفضى بيده إلى ذكره فليتوضأ"، وورد أيضًا: "من أفضى بيده إلى فرجه فليتوضأ"، وورد أيضًا: "ويل للذين يمسون فروجهم ولا يتوضؤون" هذا كله دليل المالكية على وجوب الوضوء من مس الذكر.
وقال الحنفية: لا يجب الوضوء من مس الذكر استدلالاً بحديث طلق بن علي، وهو قوله عليه السلام: "هل هو إلا بضعة منك".
فحديث الوجوب أولى؛ لأنه ورد بعبارات مختلفة، والمعنى في الجميع واحد، فإن ورود العبارات المختلفة على المعنى يقوي ذلك المعنى في النفس
¬__________
(¬1) انظر: إحكام الفصول للباجي 2/ 910، والإشارة له ص 193، والعدة 3/ 1049، والمسودة ص 306، وشرح القرافي ص 424، والمسطاسي ص 175، وحلولو ص 378.
(¬2) "يتقدم" في ز.
(¬3) انظر: شرح المسطاسي ص 75.
(¬4) جعل المسطاسي مثاله تعارض حديث أبي بكرة وإحرامه خلف الصف ثم دخوله فيه، مع قوله عليه السلام لرجل صلى خلف الصف: "أعد الصلاة".

الصفحة 538