كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

على الشريعة (¬1).
قوله: (وإِن كان تحمل الصبي صحيحًا)، هذا تأكيد وإغياء (¬2) راجع إلى التكليف الذي هو البلوغ، كأنه يقول: لا تقبل رواية الصبي ولو صح تحمله للرواية في حالة الصبا إلا تأديتها بعد بلوغه (¬3)، والدليل على صحة تحمل الصبي للرواية إجماع الصحابة والتابعين رضي الله عنهم على قبول رواية الصبيان إذا أدوا بعد البلوغ (¬4) ما تحملوه في حالة الصبا، كابن عباس (¬5)، وابن الزبير (¬6)، والحسن بن علي (¬7)، والنعمان بن بشير (¬8)، وأنس بن
¬__________
(¬1) انظر هذه الأوجه الثلاثة في: شرح المسطاسي ص 105.
(¬2) "اغناء" في ز.
(¬3) "بلوغها" في ز.
(¬4) انظر: الكفاية للخطيب البغدادي ص 105، والمعتبر للزركشي ص 126، وإحكام الفصول للباجي 1/ 360، والتمهيد لأبي الخطاب 3/ 106، والمحصول 2/ 1/ 565، وشرح القرافي ص 359.
(¬5) انظر: التاريخ الصغير للبخاري 1/ 126 و127.
(¬6) أبو خبيب، عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي، أمه أسماء بنت أبي بكر "ذات النطاقين"، ولد عام الهجرة، فهو أول مولود للمهاجرين بعد الهجرة، فحنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - وسماه باسم جده، بويع بالخلافة سنة 64 هـ بعد موت يزيد، فاجتمع له أهل الحجاز والعراق واليمن، وحج بالناس ثماني حجج حتى غلب على الأمر بنو مروان، فقتله الحجاج سنة 73 هـ، وصلبه بمكة.
انظر: الاستيعاب 2/ 300، والإصابة 2/ 309.
وانظر لروايته وهو صغير: الكفاية للخطيب ص 106.
(¬7) انظر: الكفاية للخطيب ص 106.
(¬8) النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة، الخزرجي الأنصاري، يكنى أبا عبد الله، وهو أول مولود للأنصار بعد الهجرة، تولى إمرة الكوفة لمعاوية ثم حمص، وبقي بها حتى قتله أنصار مروان بن الحكم لمناصرته ابن الزبير، وكان قتله سنة 65 هـ.
انظر: الاستيعاب 3/ 550، والإصابة 3/ 559، وانظر: الكفاية للخطيب ص 107.

الصفحة 85