كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

وأنصار الله تعالى لا يكونون غير عدول، وغير ذلك من الأحاديث.
وأما المعقول: فهو ما تواتر واشتهر من جدهم واجتهادهم (¬1) في امتثال أوامر الله تعالى، واجتناب مناهيه، وذلك (¬2) دليل على عدالتهم رضي الله عنهم، فهذا هو القول الواضح.
وأما الأقوال الثلاثة (¬3) فهي كلها جرأة على السلف الصالح رضي الله عنهم.
لأن من قال: حكمهم (¬4) كحكم غيرهم، فأين (¬5) من مدحه الله تعالى ومدحه رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غيره (¬6).
ومن قال: إلا من دخل الفتن (¬7) التي وقعت بينهم؛ لأن (¬8) أحد الفريقين ظالم، وهو غير معين، فيجب البحث على (¬9) العدالة، لا يصح ذلك؛ لأن ما وقع بينهم إنما هو بالتأويل والاجتهاد، فكلهم (¬10) على الحق، سواء قلنا، كل مجتهد مصيب، أو قلنا: المصيب واحد من غير تعيين؛ لأنه إن قلنا: كل
¬__________
(¬1) "واجداداهم" في ز.
(¬2) "أدل" زيادة في ز.
(¬3) "الباقية" زيادة في ز.
(¬4) "خدمهم" في ز.
(¬5) "فان" في ز.
(¬6) انظر: شرح المسطاسي ص 107.
(¬7) "الفتان" في ز.
(¬8) "فإن" في ز.
(¬9) كذا في النسختين، والصواب: "عن".
(¬10) "وكلهم" في ز.

الصفحة 95