كتاب رفع النقاب عن تنقيح الشهاب (اسم الجزء: 5)

مجتهد مصيب، فكل واحد منهم على الحق لإصابته، فلا كلام.
وإن قلنا أيضًا: المصيب واحد، فقد اتفق الأصوليون على أن كل مجتهد يجب عليه ما أداه إليه اجتهاده، فكل واحد منهم على الحق؛ لأن كل واحد منهم عمل [ما عمل] (¬1) بمقتضى اجتهاده، وبالله التوفيق بمنه (¬2) (¬3).
فإذا ثبت أن الصحابة عدول فما معنى الصحابي؟
فاختلف العلماء في الصحابي من هو؟ على ثمانية أقوال:
فقيل: من ولد في زمانه عليه السلام (¬4).
وقيل: من ولد في زمانه، وبلغ في زمانه.
وقيل: من رآه، ولو مرة واحدة (¬5).
وقيل: من روى عنه، ولو حديثًا واحدًا.
وقيل: من رآه وطالت صحبته معه (¬6).
¬__________
(¬1) ساقط من ز.
(¬2) في ز كأن العبارة: "وفاته التوفيق عنه".
(¬3) انظر: شرح المسطاسي ص 107، وشرح حلولو ص 311.
(¬4) انظر: شرح القرافي ص 360، والمسطاسي ص 107.
(¬5) انظر: شرح العضد 2/ 67، والإحكام للآمدي 2/ 92، وشرح القرافي ص 360، والمسطاسي ص 107، والتمهيد لأبي الخطاب 3/ 172، والعدة 3/ 987، وانظر: الكفاية للخطيب ص 99. وقد نقله عنه البخاري، وتدريب الراوي 2/ 208 قال: فالمعروف عند المحدثين أنه كل مسلم رأى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
(¬6) نسبه أبو الخطاب في التمهيد 3/ 173 لأكثر العلماء، وانظر العدة 3/ 988، والإحكام للآمدي 2/ 92، والمسطاسي ص 107.

الصفحة 96