قال عبد الرحمن: فَلَقَدْ رَأَيْتنِي وَلَوْ رَفَعْت حَجَرًا لَرَجَوْت أَنْ أُصِيب ذَهَبًا أَوْ فِضَّة. (¬٢)
وفي الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أعطى عروة بن الجعد دِينَارًا يَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاةً فَاشْتَرَى لَهُ بِهِ شَاتَيْنِ فَبَاعَ إِحْدَاهُمَا بِدِينَارٍ وَجَاءَهُ بِدِينَارٍ وَشَاةٍ فَدَعَا لَهُ بِالْبَرَكَةِ فِي بَيْعِهِ وَكَانَ لَوْ اشْتَرَى التُّرَابَ لَرَبِحَ فِيه (¬٣).
وهكذا كل بيع أو معاملة تكون مبنية على امتثال شرع الله فإن عاقبتها إلى فلاح وبركة فعن حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - (الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا أَوْ قَالَ حَتَّى يَتَفَرَّقَا فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا وَإِنْ كَتَمَا وَكَذَبَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا) (¬٤).
فإذا حرص العبد المسلم على اكتساب ماله بالحلال فليبشر بالبركة و الفلاح، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لعمرو بن العاص رضي الله عنه: (يا عمرو نعم المال الصالح للمرء الصالح) (¬٥).
---------------
(¬١) رواه البخاري ,كتاب البيوع، باب قول الله تعالى: (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض) ,برقم: (١٩٤٤)
(¬٢) فتح الباري (٩/ ٢٩٢) وقوله في الحديث: (مهيم؟) أي ما الذي أراه بك وقوله: (وضر من صفرة) أي أثر من طيب.
(¬٣) رواه البخاري, في كتاب المناقب, باب سؤال المشركين أن يريهم النبي - صلى الله عليه وسلم - , برقم (٣٤٤٣).
(¬٤) أخرجه البخاري في كتاب البيوع, باب السهولة والسماحة في الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه في عفاف, برقم (١٩٧٣) , ومسلم في كتاب البيوع, باب الصدق في البيع والبيان, برقم (١٥٣٢).
(¬٥) أخرجه البخاري في الأدب المفرد, كتاب حسن الخلق, برقم (٢٩٩) ,وأحمد في المسند برقم (١٧٧٩٨) والبيهقي في الشعب (٢/ ٩١) برقم (١٢٤٨) , وابن حبان في صحيحه, كتاب الزكاة, برقم (٣٢١٠) قال ابن أبي حاتم: سمع هذا الخبر علي بن رباح عن عمروبن العاص وسمعه من أبي القيس بدل عمرو عن عمرو فالطريقان جميعا محفوظان. (صحيح ابن حبان (٨/ ٦) , وقال الحافظ ابن حجر: صَحَّحَهُ أَبُو عَوَانَة وَابْن حِبَّانَ وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق عَلِيّ بْن رَبَاح عَنْ عَمْرو بْن الْعَاصِ, فتح الباري (٨/ ٩٥) , وصححه الألباني في مشكاة المصابيح (٢/ ٣٥٥).