كتاب المختار من شعر شعراء الأندلس

وطلب خباء من أهل يوسف يسافر به، فوعد بذلك، ثم أخلف عند حركته فقال:
هم أوقدوا بين جنبيك نارا ... أطالوا لها في حشاك استعارا
أما يخجل المجد أن رحلوك ... ولم يصحبوك خباءً معارا
تراهم نسوا حين جبت القفارا ... حنيناً إليهم وخضت البحارا
بعهد لزومٍ لسبل الوفاء ... إذا حاد من حاد عنها وجارا
وقلبٍ نزوعٍ إلى يوسفٍ ... فلولا الضلوع عليه لطارا
ويوم العروبة ذدت العدى ... وحطت الهدى وأبيت الفرارا
فررت هناك وإن القلو ... ب بين الضلوع لتأبى الفرارا
كأنك تحسبها نرجساً ... تدير الدماء عليها عقارا
وقال:
قبح الدهر فماذا صنعا ... كلما أعطى نفيساً نزعا
قد هوى ظلماً بمن عاداته ... أن ينادي كل من يهوى لعا
من إذا قيل الخنا صمّ وإن ... نطق العافون همساً سمعا
قل لمن يطمع في نائله ... قد أزال اليأس ذاك الطمعا
راح لا يملك إلا دعوة ... جبر الله العفاة الضيعا
وقال:

الصفحة 22