كتاب المختار من شعر شعراء الأندلس

فيما مضى كنت بالأعياد مسرورا ... أسرك العيد في أغمات مأسورا؟
قد كان دهرك إن تأمره ممتثلاً ... فردك الدهر منهياً ومأمورا
من بات بعدك في ملك يسر به ... فإنما بات بالأحلام مغرورا
وتعرض له قوم من ملحفي أهل الكرية فقال:
سألوا اليسير من الأسير وإنه ... بسؤالهم لأحق منهم فاعجب
لولا الحياء وعزةٌ لخميةٌ ... طي الحشا لحكاهم في المطلب
وكان قد أبلى بلاءً حسناً عند خلعه، فأشار عليه وزراؤه بالخضوع والاستعطاف فقال:
قالوا الخضوع سياسةٌ ... فليبد منك لهم خضوع
إن يسلب القوم العدى ... ملكي ويسلمني الجموع
فالقلب بين ضلوعه ... لم تسلم القلب الضلوع
كم رمت يوم نزالهم ... ألا تحصنني الدروع
ما سرت قط إلى القتا ... ل فكان من أملي الرجوع
شيم الألى أنا منهم ... والأصل تتبعه الفروع
قوله: ما سرت قط إلى القتال من باب ما تمثل به أحد الخوارج في وقعة قديد أيام مروان بن محمد الجعدي.

الصفحة 23