كتاب المختار من شعر شعراء الأندلس

لعلي يوماً أن أوفيه حقه ... فأنعله ممن عصى أمرك الخدا
وكتب إلى أبيه جواباً عن تحفه:
يا ملكاً أصبحت كفه ... ساخرةً بالعارض الهاطل
قد أقحمتني منه مثلها ... يضيق القول على القائل
وإن أكن قصرت في وصفها ... فحسنها عن وصفها شاغلي
ومن خطه ما كتبه إلى أبي بكر بن عمار وزيره:
لما نأيت نأى الكرى عن ناظري ... ورددته لما انصرفت عليه
طلب البشير بشارةً يجزى بها ... فوهبت قلبي واعتذرت إليه
واستحسن قول أبي فراس لسيف الدولة:
نفسي فداؤك قد بعثت ... بعهدتي بيد الرسول
أهديت نفسي إنما ... يهدى الجليل إلى الجليل
وجعلت ما ملكت يدي ... صلة المبشر بالقبول
وكتب ابن عباد من قصر بقرطبة إلى أصحاب له اصطحبوا بالزهراء يدعوهم إلى الاغتباق عنده:
حسد القصر فيكم الزهراء ... ولعمري وعمركم ما أساء
قد طلعتم به شموساً صباحاً ... فاطلعوا عندنا بدوراً مساء
وكتب إلى أبي بكر محمد بن عمار:
قد زارنا النرجس الذكي ... وحان من يومنا العشي
ونحن في مجلسٍ أنيقٍ ... وقد ظمئنا وفيه ري

الصفحة 44