كتاب العاقبة في ذكر الموت

فقد أخزيته وَكلما أَرَادوا أَن يخرجُوا مِنْهَا أعيدوا فِيهَا فَمَا هَذَا الَّذِي تحدثون قَالَ أَتَقْرَأُ الْقُرْآن قلت نعم قَالَ فَهَل سَمِعت بمقام مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الَّذِي بَعثه الله عز وَجل قَالَ فَإِنَّهُ مقَام مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْمَحْمُود الَّذِي يخرج الله بِهِ من يخرج قَالَ ثمَّ نعت وضع الصِّرَاط وَمر النَّاس عَلَيْهِ قَالَ وأخاف أَن لَا أكون أحفظ ذَلِك إِلَّا أَنه قد زعم أَن قوما يخرجُون من النَّار بعد أَن يَكُونُوا فِيهَا قَالَ فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ عيدَان السماسم فَيدْخلُونَ نَهرا من أَنهَار الْجنَّة فَيخْرجُونَ كَأَنَّهُمْ الْقَرَاطِيس فرجعنا فَقُلْنَا وَيحكم أَتَرَوْنَ الشَّيْخ يكذب على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَلَا وَالله مَا خرج منا غير رجل وَاحِد أَو كَمَا قَالَ
أَرَادَ بِالرَّأْيِ الَّذِي شغفه من رَأْي الْخَوَارِج تكذيبهم بالشفاعة وَقَوْلهمْ إِنَّه من دخل النَّار من المذنبين فَلَنْ يخرج مِنْهَا
وَذكر مُسلم أَيْضا عَن جَابر بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن قوما يخرجُون من النَّار يحترقون فِيهَا إِلَّا دارت وُجُوههم حَتَّى يدخلُوا الْجنَّة
وَذكر البُخَارِيّ عَن عمرَان بن حُصَيْن عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يخرج قوم من النَّار بشفاعة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَيدْخلُونَ الْجنَّة ويسمون الجهنميين
وَعَن أنس بن مَالك عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ليصيبن أَقْوَامًا سفع من النَّار بذنوب أصابوها عُقُوبَة ثمَّ يدخلهم الله الْجنَّة بِفضل رَحمته إيَّاهُم فَيُقَال لَهُم الجهنميون
وَذكر أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ من حَدِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ ليخرجن أَقوام من النَّار منتنون قد امتحشوا فَيدْخلُونَ الْجنَّة برحمة الله وشفاعة الشافعين فيسمون الجهنميين

الصفحة 328