كتاب العاقبة في ذكر الموت

حيران تعلن بالأسى ... لهفان تَدْعُو بالثبور
ودعيت بِاسْمِك بَعْدَمَا ... قد كنت تدعى بالأمير
ولأنت أَهْون فِيهِ من ... جعل على نَتن يَدُور
إِن لم يجد بِالْعَفو من ... يعْفُو عَن الذَّنب الْكَبِير
هَذَا هُوَ الْحق اليقي ... ن وكل ذَاك هُوَ الْغرُور
وأنشدوا أَيْضا
أباد ذَا الدَّهْر أملاكا وَمَا ملكوا ... وَدَار مستعقبا عَلَيْهِم الْفلك
أدَار دورته فِي أَرضهم فغدت ... كالراح لَيْسَ بهَا لناظر نبك
رمى بهم حَيْثُ لَا قيعان تمسكهم ... وَلَا مرَارًا بهَا المرمي يمتسك
هوت هوي ثقيل الصخر أمّهم ... فَلَا حسيس وَلَا ركز وَلَا حرك
غَدَتْ رؤوسهم من تَحت أَرجُلهم ... وزلزلت بهم الأطباق والدرك
يَا بطشة من حَكِيم مَا بهَا مهل ... وغضبة من عَزِيز مَا لَهَا دَرك
جروا إِلَى اللَّهْو ملأى من أعنتهم ... حَتَّى إِذا مَا رَأَوْا خيل الردى بركوا
حطوا بدار البلى فِي منزل حرج ... وليتهم ويحهم فِيهِنَّ لَو تركُوا
لطال مَا نقضوا ملكا وَمَا هدموا ... عزا وَمَا هتكوا سترا وَمَا فتكوا
مروا وَمَا بلغُوا كل الَّذِي طلبُوا ... وَلَا قضوا وطرا من كل مَا تركُوا
أضحاهم الْيَوْم صرف الدَّهْر إِذْ هَلَكُوا ... كَمَا أضلهم بالْأَمْس إِذْ ملكوا
وانشدوا أَيْضا
أَفَاضَ على الْملك سرياله ... وجرر فِي الْعِزّ أذياله
وَصَاح فوافاه مَا شَاءَ من ... هزبر يُعلل أشباله
وزلزلت الأَرْض من أَجله ... وَقَالَ فَكَانَ الَّذِي قَالَه

الصفحة 54