كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

ليتم قضاؤه في ابتلاء آل يعقوب، و (السقاية): مكيال الملك عن مجاهد (¬1)، وعن أبي عبيدة: مكيال كان يسمى سقاية، ابن عباس والحسن والضحاك (¬2): الصّاع والسقاية شيء واحد، ويحتمل أنها كانت مكيالًا يكيلون به الخمر كالدورق فاتخذها يوسف -عليه السلام- مكيالًا للطعام، {أَيَّتُهَا الْعِيرُ} الإبل والحمير التي يحمل عليها كقولك: يا خيل الله اركبي، {إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ} قول المؤذن لم يكن أمره يوسف إلا بتعريف الصاع فقط، ويحتمل على أنه على سبيل الاستفهام، ويحتمل أنه وصفهم بالسرق لاستراقهم يوسف من أبيه.
{قَالُوا} يعني إخوة يوسف، {وَأَقْبَلُوا} على أصحاب يوسف تقديره: قالوا وقد أقبلوا {مَاذَا تَفْقِدُونَ} يطلبون الغائب.
{وَلِمَنْ جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ} وعد بالجُعْل {وَأَنَا بِهِ زَعِيمٌ} صريح بالكفالة والتزام للضمان وإليه يعود قوله: {سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذَلِكَ زَعِيمٌ (40)} [القلم: 40] قال -عليه السلام-: "المنحة (¬3) مردودة والدين مقضي والزعيم غارم" (¬4) والكفالة لا تصح إلا بقبول (¬5) المكفول له؛ لأنه عقد ضمان كالبيع، أو عقد تبرّع كالهبة.
{تَاللَّهِ} يمين، قال الفراء: لا تدخل التاء على غيره من الأسماء؛ لأنه لما كثر دورها على ألسنتهم بالواو جعلوا الواو كأنها من نسج الكلمة، فتارة حذفوها وتارة أبدلوها بالتاء (¬6).
¬__________
(¬1) أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 245)، عن مجاهد وعن قتادة أيضًا وابن أبي حاتم في تفسيره عنهما (7/ 2171).
(¬2) أخرجه عنهم الطبري في تفسيره (13/ 245 - 246).
(¬3) في الأصل: (المحنة).
(¬4) الترمذي (1265)، أحمد (5/ 267، 293)، والطيالسي (1128)، والطبراني في الكبير (7615، 7621)، وسعيد بن منصور (427)، والحديث حسن.
(¬5) في "أ": (بقول).
(¬6) انظر: معانى القرآن للفراء (2/ 54).

الصفحة 1010