كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

سيجتبيه ويعلِّمه من (¬1) تأويل الأحاديث، وبحق رؤياه، ولكنه كان يحزن لفقده، فلذلك أمر بنيه أن يتحسسوا من أمره، وإنما أمر الذين غيّبوه لأنه (¬2) لا يجد غيرهم أو لأنه كان أحس بشيء من ندامتهم، و (التحسس) طلب الإخبار بالحس. ابن عباس: التحسس والتجسس مقاربان إلا (¬3) أن الحاء في الخير والجيم في الشر (¬4). {مِنْ رَوْحِ اللَّهِ} الروح الرحمة (¬5) والراحة والفرج.
{بِبِضَاعَةٍ مُزْجَاةٍ} من متاع البادية، وهو الصوف والسمن والأقط،
عن عبد الله بن [الحارث (¬6). والصنوبر والحبة الخضراء عن أبي صالح (¬7).
والحِبال، عن ابن] (¬8) زيد (¬9). والمزجاة: القليلة اليسيرة التى تبتلغ (¬10) به
ويزجى به العيش ولا يدخر، وقيل: هى التى لا تصلح للنقل من يد إلي
يد فهي مصرف إلي الوجوه، ولا تمسك ولا تكنز {وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا}
قيل: المحاباة فى البيع، وقيل: الصدقة الظاهرة لأن الصدقة لم تكن
محرمة عل آل نبينا ولو كانت محرمة (¬11) على آل إبراهيم لحرمت
على ربيعة ومضر، ولو كانت محرمة على آل يعقوب كانت محرمة على بني
إسرائيل اليوم.
¬__________
(¬1) (من) من "ب".
(¬2) في "ب": (لأنهم).
(¬3) (إلا) ليست في الأصل.
(¬4) لم نجده عن ابن عباس - رضي الله عنهما - والمعنيان متباينان من حيث المعنى.
(¬5) هكذا روي عن قتادة والضحاك. أخرجه الطبري في تفسيره (13/ 314)، وابن أبي
حاتم (7/ 2190)، أما الراحة والفرج فهما من رحمة الله لا تنفك عنها.
(¬6) ابن جرير (13/ 319)، وابن أبي حاتم (7/ 2191).
(¬7) ابن جرير (13/ 319، 320)، وابن أبي حاتم (7/ 3191).
(¬8) ما بين [...]، ليست في الأصل.
(¬9) لم أجده عن ابن زيد وإنما وجدت قريبًا منه عن ابن عباس عند عبد الرزاق (1/ 328)،
وسعيد بن منصور (1141)، وابن جرير (13/ 318)، وابن أبي حاتم (7/ 2191).
(¬10) في "أ": (تتبع).
(¬11) من قوله: (إلا على آل) إلى هنا ليست في "أ".

الصفحة 1014