كتاب درج الدرر في تفسير الآي والسور ط الحكمة (اسم الجزء: 3)

إبراهيم وإبراهيم إسحاق وإسحاق يعقوب، ثم طيه في قصته وعلقها من يوسف -عليه السلام-، وقيل: هذا القميص الذي قدّ مِنْ دبر جعله الله آية له ومعجزة على صدق دعواه {يَأْتِ بَصِيرًا} يعود كما كان لا بياض في مقلته.
{إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ} إنما وجد لرفع الله الابتلاء وكشفه حجب الفراق وتعويضه منها أسباب الوصال، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن لربكم نفحاتٍ في أيام دهركم فتعرضوا لها فعسى أن تدرككم فلا تشقوا أبدًا" (¬1) {تُفَنِّدُونِ} نسبة إلى الفند وهو الخوف وضعف الرأي، فكأنه يقول: إني لأفندكم علمًا بوجودي ريح يوسف لولا تفنيدكم إياي، وذلك لامتناع (¬2) وقوع العلم لهم بصدق مخبره بعد تفنيدهم إياه.
{إِنَّكَ لَفِي ضَلَالِكَ الْقَدِيمِ} قول أولاد أولاده ضللوه مثل آبائهم من قبل، {الْقَدِيمِ} المقدوم كونه (¬3).
{جَاءَ الْبَشِيرُ} هو الذي كان ابتدأ بقوله: {فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ} و {إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ}، وقيل: هو الذي كان تخلف بأرض مصر (¬4) وقال: {فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ} عجل يوسف الاستغفار عند اعترافهم ورجا (¬5) يعقوب استغفارهم
¬__________
(¬1) الحديث أخرجه الطبراني في الكبير (19/ 519) عن محمَّد بن مسلمة. قال في "المجمع (10/ 231): وفيه من لم أعرفهم، ومن عرفتهم وثقوا. وضعفه الألباني -رحمه الله- كما في ضعيف الجامع (2/ 1915).
(¬2) في الأصل: (امتناع).
(¬3) أي خطاك القديم كما قال ابن عباس - رضي الله عنهما -، ويعنون به حبه ليوسف وحزنه عليه.
[تفسير الطبري (13/ 342)].
وأما قول المؤلف: إن الذين خاطبوه هم أولاد أولاده، فقد روي ذلك عن ابن عباس ذكره ابن الجوزي في تفسيره (2/ 471) وعللوا ذلك بأن بنيه كانوا بمِصْر.
(¬4) "البشر" هو البريد الذي أرسله يوسف -عليه السلام- وهو المبشر برسالة يوسف، وهو يهوذا بن يعقوب أخو يوسف لأبيه، هكذا روي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ومجاهد وابن جريج والضحاك. رواه عنهم الطبري في تفسيره (13/ 344)، وابن أبي حاتم (7/ 2199).
(¬5) في "أ" "ي": (واحار).

الصفحة 1016